الجزائر (رويترز) - قال مصدر أمني جزائري كبير إن الرئيس الجزائري اتصل هاتفيا بنظيره التركي الشهر الماضي لتأمين عودة مسؤول عسكري هارب من الجزائر بعد أيام من وفاة قائد الجيش أحمد ثايد صالح في ديسمبر كانون الأول 2019.
وقال المصدر لرويترز إن قرميط بونويرة سُلِّم لمسؤولي الأمن الجزائريين في تركيا يوم الخميس بتهمة تسريب أسرار عسكرية وسيواجه قاضيًا عسكريًا يوم الإثنين في سجن البليدة جنوب غرب الجزائر العاصمة.
وبحسب رويترز لم يتسن لها الاتصال بالمسؤولين الأتراك على الفور للتعليق يوم الأحد ،باعتباره ليس يوم عمل في تركيا. كما لم يتسن الاتصال بمحام لبونورة للتعليق.
و قالت رويترز إن تسليم تركيا بونويرة للسلطات الجزائرية يؤكد الأهمية التي توليها أنقرة لعلاقتها مع الجزائر ، الجارة القوية لليبيا حيث تدخلت القوات التركية في الحرب الأهلية.
كما ذكرت عن نفس المصدر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتصل هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل نحو أسبوع من عطلة عيد الأضحى الذي بدأ يوم الجمعة ليطلب منه تسليم بونويرا.
وقال المصدر إن بونويرة و هو أحد كبار مساعدي قائد الجيش الراحل أحمد قايد صلاح متهم بتسريب خريطة تظهر تحركات ضباط الجيش بما في ذلك أسماؤهم ورموزهم. و هذه التسريبات و البيانات الحساسة أحرجت الجيش ، على الرغم من أنه لم يتضح من الذي قام بنشرها لحد الآن .
أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري توفي في ديسمبر 2019 |
و كان قايد صالح قد ظهر العام الماضي كأقوى رجل في الجزائر عندما نجحت الاحتجاجات الأسبوعية في الإطاحة بالرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة ومجموعة من المسؤولين الآخرين. ثم توفي قايد صلاح فجأة بنوبة قلبية في 23 ديسمبر ، بعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي دافع عنها ، لكن حراك الشارع الجزائري الاحتجاجي عارض تلك الانتخابات على أنها غير شرعية.
وفر بونويرة إلى تركيا في الأسبوع التالي لوفاة قايد صلاح وقال المصدر الأمني الجزائري إنه سرب في وقت لاحق أسرارا عسكرية للناشطين المقيمين في الخارج.
و كان قرميت أقرب المقربين لقايد صالح. ما يجعله على علم بالأسرار العسكرية و المعلومات الحساسة.
و حسب رويترز يحاول الرئيس الجزائري، الذي فاز في انتخابات ديسمبر ، أن يضع بصمته على الحكومة الجزائرية بعد عقدين من حكم بوتفليقة في السلطة فقد قام بتعيين قائد جديد للجيش في يناير ، على الرغم من أن الجيش لا يزال أقوى مؤسسة في الجزائر. كما يسعى الرئيس الجزائري ليكون لبلاده دور أكبر في إيجاد حل للصراع هناك ، ويعارض التدخل الأجنبي المباشر.
و كانت تركيا قد تدخلت في ليبيا بشكل مباشر في كانون الثاني / يناير لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا ضد القوات الليبية المتمركزة في الشرق المدعومة من روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر.و بالنسبة لأنقرة ، فإن أي معارضة جزائرية مباشرة لدورها في ليبيا يمكن أن تعقد عملية عسكرية بعيدة عن شواطئها. ومع ذلك ، و على الرغم من بعض الخلافات حول ليبيا ، حافظت الجزائر وتركيا على علاقات جيدة. وقال المصدر الأمني الجزائري حسب رويترز دائما "لقد عملنا بشكل جيد للغاية مع نظرائنا في تركيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق