"هزيمة شارون أمام الإرهاب "هكذا وصف الإسرائيليون سياسيوهم و محللوهم خطة فك الارتباط أو الفصل الأحادي التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مع قطاع غزة عام و التي تمثلت في الانسحاب التام من القطاع و تفكيك مواقعه العسكرية و 17 مستوطنة كانت بالقطاع.
في الثاني عشر 12 من شهر أيلول سبتمبر من عام 2005 غادر آخر جندي إسرائيلي قطاع غزة بعد 38 سنة من الاحتلال ليغلق معبر كيسوفيم بوابة العبور بين القطاع و المستوطنات الصهيونية قي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لم يكن شارون و لا قياداته يريدون أن يعتبر هذا الانسحاب هزيمة للجيش الإسرائيلي رغم اعترافهم بأنه معاناتهم خلال 38 سنة من الاحتلال كانت كبيرة و أن الجيش الإسرائيلي و إسرائيل دفعا أثمانا باهضة خلال هذه المدة من الاحتلال .
و جاءت خطة فك الارتباط بتسليم إدراة القطاع إلى السلطة الفسطينية و قواها الأمنية رغبة من الإسرائيليين في التخلص من صداع غزة و رمي كرة النار التي ظلت تهدد الوجود الإسرائيلي و أمنه في يد السلطة التي أفرزتها اتفاقات أوسلو لتتولى التحكم في القطاع و القضاء على الإرهاب نيابة عن الإسرائيليين، و هو ما لم يتم و انتكس لاحقا عندما قررت المقاومة في غزة التخلص من قبضة السلطة و سطوتها و دورها الوظيفي الذي كانت تؤديه بحكم الاتفاقيات خدمة للعدو الإسرائلي.
لقد تمنى إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي ذات يوم أن يصحو من نومه و يجد قطاع غزة قد غرق لما كان يسببه من الإزعاج و التهديد الأمني خاصة أن قوى المقاومة الفلسطينية و يدها الضاربة تركزت في القطاع و كان لديها إمكانيات كبيرة لإلحاق الأذي بالإسرائيليين و النيل منهم رغم الحصار استهداف القطاع بشكل واسع لإضعاف مقاومته و القضاء عليها و هذا كان خطة شارون الذي جاء إلى السلطة بمشروع القضاء على الإرهاب كما كان يقول في مئة يوم حين كانت الانتفاضة الفلسطينية في أوجها بين العامين 2000 و 2002.
و هاهو القطاع اليوم رغم المؤامرة و الحصار الذي طالت سنواته ما زال يشكل بمقاومته و ثبات أهله التهديد الحقيقي للوجود الإسرائيلي و يثبت أن جلاء الإسرائليين عنه لم يكن سوى هزيمة مذلة للجيش الإسرائيلي و حكومته و فشلا ذريعا في القضاء على المقاومة التي ازدادت قوة أضعافا مضاعفة في المواجهة و هي تثبت أن تحرير الأرض ليس أمرا مستحيلا و أن دحر اليهود و طردهم عن كل شبر محتل سيحدث في حال الإصرار على المقاومة و الثبات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق