تكبّرتْ وتجبّرتْ
ونارها بين الأضلع تستعرْ
يذوب لهيب الشمس في الرّيح
وزخّات المطر ..
فلا أحد، لا شيء ينازل القدر ...
سوى ذكرى الخديعة والألم
تظلّ تسري بين روح ودم
فتيّة ، ناهضة ، عصيّة الدمع
تُجاوز المدى وهذا الكلِم
تشرط فجرا جرحا آخر
والجراح مفتّحة العينين لا تندمل
نواطير ترقبني ، تغذّي جمر السّهر
وتسيح بي نحو فواصل الزّمن
تنقلني على جناحي فَراش
والحدائق تُغدق النوّار وشوك الألم
وحكايا الصّبا وأحزان القِدم
وهذا الرّوتين يقتلني ، يُحرقني
فمتى أشعله أو أشتعل ؟
وفي تلك الليلة الشتويّة
أسعفني المطر ...
ورميتك عنّي أيّها الضجر
ليل الغاب بارد بهيّ صامت بلا قمر
وشال الصّوف مدلّى يُعانقني
وكنت أهيم بك خيالا زائرا
ونفحات من شعر وأدب
وحكايا الطفولة ماثلة مثل أسطورة
أو هي أمثولة وعبر
كيف حللت بي وهذا الضباب يحيطني؟
والنّواطير مشرعة العيون
وأحكام الرّجم مدلاّة أمام ناظري ؟
قلت لي : التحفي الشال ولا تبالي
لا شيء ينازل القدر
سوى روحين تناديا من قدم
وهذا الليل لنا وإن غاب القمر
فبركة السّماء في رشقات المطر
فاطلقي العنان للأمنيات والقلم
واخترقي الجليد وحطّمي القمم
لك فرحي وعشقي
وارسمي لو شئت أحزاني
فأنا مثلك شقيّ
وبين أضلعي نار الأبد
تلهبني وألقي عليها من مائي فتنطفي
ما من سامور يظلّ أبدا يشتعل
كوني حبيبتي فاللّهيب باللّهيب ينفطر
هذه الفيزياء وقانون التنادي ليس يفنيه العدم
وليس يكذب أو يندحر
فالأحزان لو شئنا يعلوها الفرح
وكم من العمر نحيا ؟
وكم بقي حتى نشقى ؟
فهذا الليل لنا وإن غاب عنه القمر
وفجرنا سيأتي فلننتظر
وإن تأخّر عن حكايتنا السّفر .
-------------------------------
خديجة التومي كاتبة و شاعرة من تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق